مفهوم الشخص: هوية الشخص/الشخص بوصفه قيمة/الشخص بين الضرورة و الحرية 

مفهوم الشخص: هوية الشخص/ الشخص بوصفه قيمة/ الشخص بين الضرورة و الحرية


مجزوءة الوضع البشري

مفهوم الشخص

تعريف:

الشخص هو الذات الإنسانية التي تتميز بالعقل والوعي والحرية و الارادة وتنسب إليها مسؤولية أفعالها أخلاقيا

·        الحور الأول: هوية الشخص

ما أساس هوية الشخص هل هو الفكر ام الشعور والذاكرة هل تتميز هوية الشخص بالوحدة والثبات أم بالتعدد والتغير؟

اطروحة ديكارت:

الفكر هو المحدد الأساسي الهوية الشخص فالشخص جوهر مفكر يتميز بمجموعة من الخصائص التي تجعله  قادرا على الوعي بذاته وبكل عناصر وجوده

عنصر الاطروحة:

 تقوم هوية الشخص على وحدة الفكر بما هو جوهر روحي خاصيته الأساسية التفكير الذي يحقق للذات وعيها بذاتها ، وبوجودها ويضمن لها تطابقها مع نفسها واستمراريتها في الزمان.

 

الفكر عند ديكارت يتميز بمجموعة من الخصائص والصفات الجوهرية الفطرية التي تتطابق مع الفكر ولا تنفصل عنه كالشك والفهم والتصور والتخيل والإرادة. . . يقول ديكارت: "أنا أشك هذا أمر ،ثابت ولما كان الشك تفكيرا فلا فارق بين كوني أشك وكوني أفكر وطالما كانت أفكر فأنا الذي أفكر حتما موجود من هنا أنا افكر اذن أنا موجود".

اطروحة جون لوك:

تتحدد هوية الشخص من خلال وحدة الشعور والذاكرة فتطابق هذين العنصرين هو الذي يجعل الشخص قادرا على الوعي بذاته وبوجوده.

عناصر الاطروحة:

الأساس الذي تقوم عليه هوية الشخص هو وحدة الشعور ، والذاكرة وعي الشخص بذاته وبوجوده يتحقق من خلال الإدراكات الحسية التي تربط الشخص الذات) بواقعه الحسي، التجريبي بالإضافة إلى عنصر الذاكرة التي تضفي على هوية الشخص طابع التطابق والاستمرارية؛ الإنسان يولد وعقله خال تماما من أية أفكار ، فطرية إذ يكون عبارة عن صفحة بيضاء قبل أن تكتبها الحواس. يقول جون لوك: "إن العقل البشري أشبه بصفحة بيضاء وكل ما لدينا من أفكار مصدره التجربة الحسية".

·        الحور الثاني: الشخص بوصفه قيمة

من أين يستمد الشخص قيمته؟ هل من العقل أم من الوجود المشترك أم من وعيه وحريته؟ هل الشخص غاية أم وسيلة ؟ هل قيمة الشخص مطلقة أم نسبية؟

اطروحة كانط

 العقل الأخلاقي هو الذي يعطي للشخص قيمته الوجودية المطلقة بحيث إن العقل هو المشرع الأخلاقي الذي يجعل الشخص غاية في ذاته وليس مجرد أداة أو وسيلة

 

عناصر الاطروحة:

 

يستمد الشخص قيمته من العقل العملي الأخلاقي الذي يجعله غاية في ذاته وليس مجرد وسيلة يمكن لهذه الإرادة أو تلك أن تستعملها لصالحها الشخص عند كانط ليس أداة أو وسيلة لها قيمة ، مشروطة بل هو غاية له قيمة مطلقة لأنه ذات حاملة لمبادئ الإرادة الخيرة الموجهة نحو الأمر ،المطلق الذي يحثها على معاملة الذات والغير وكل الناس باعتبارهم غاية وليس وسيلة يقول كانط : "تصرف على نحو تعامل فيه الإنسانية في شخصك وفي شخص كل إنسان ،سواك دائما وفي نفس ،الوقت كغاية ولا تعامله أبدا كما لو كان مجرد وسيلة".

أطروحة جورج كوسدورف

يستمد الشخص قيمته من الوجود الاجتماعي ومن أشكال المشاركة والتضامن مع الآخرين من الناس فالشخص الأخلاقي يدرك أنه لا يوجد إلا بالمشاركة

عناصر الأطروحة:

يستمد الشخص قيمته من الوجود المشترك ومن أشكال التضامن بين البشر وليس من نزعة الاستقلالية الذاتية والفردانية المطلقة الشخص بمعناه الحقيقي هو من تتأسس أفعاله على أخلاق ملموسة وواقعية ويتحدد وعي الشخص بذاته كقيمة من خلال تفاعله الدائم والمستمر مع الغير ومع العالم القيمة الأخلاقية للإنسان تنطلق من الإيمان بان العالم ليس فضاء للذات ،وحدها وإنما هو فضاء مشترك تعاون فيه من أجل الوصول إلى غاية واحدة هي خدمة القيم الإنسانية النبيلة يقول غوسدورف: "يدرك الشخص الأخلاقي أنه لا يوجد إلا بالمشاركة".

·        المحور الثالث: الشخص بين الضرورة و الحرية

هل الشخص ذات حرة أم كيان خاضع؟ إذا كان حرا فما هي مظاهر حريته؟ إذا كان خاضعا، فما هي مختلف الضرورات التي يخضع لها؟

اطروحة فرويد:

الشخص کیان خاضع الحتميات الصراع النفسي اللاشعوري بين مكونات الجهاز النفسي( بنية الشخص)؛ التي يسعى كل منها إلى فرض هيمنته.

عناصر الاطروحة

 

 

الشخصية عبارة عن بنية مركبة من ثلاثة عناصر متصارعة بشكل دائم ومتسمر نظرا لتعارض مطالبها ومقتضياتها۔ هذا التصارع هو ما يضفي دينامية لاشعورية ، عليها تتحكم في سلوك الشخص وتوجهه: وهذه المكونات هي ( 1 ) الهو" ويمثل المبدأ الغريزي الذي يتميز بالاندفاع والبحث عن اللذة ( 2 ) "الأنا" ويمثل مبدأ الواقع ويسعى إلى الانسجام والتوافق مع العالم الخارجي ( 3 ) الأنا الأعلى" ويمثل مبدأ القيم والقواعد الاجتماعية والأخلاقية والحضارية التي تلزم الإنسان بالامتثال لها.

اطروحة سارتر

الإنسان مشروع در ومسؤول فهو الذي يختار بإرادته ما يريد إن يكونه ولكنه يظل مسؤولا لا عن ذاته فقط وإنما عن الإنسانية جمعاء.

 

عناصر الأطروحة:

الإنسان (الشخص) ذات حرة والحرية هي جوهر الوجود الإنساني. إن المبدأ الوحيد الذي يحدد وضعية الشخص هو القول "الوجود يسبق الماهية" ومعنى هذا أن الشخص على عكس باقي الأشياء )الموضوعات( يوجد ، أولا ثم يحدد بإرادته ما يريد أن يكونه حرية الشخص مسؤولة عما سيكونه مستقبلا وهذه المسؤولية تتعداه كذات فردية لتعم الإنسانية جمعاء فالإنسان مشروع ( Projet ) يقول سارتر : "وحتى أكون مسؤولا عما أكون ، عليه لابد لي أن اكون مشروعا هذه المسؤولية لا تقتصر على وحدي بل تمتد إلى الناس جميعا".

 


اكتب تعليق