كفالة الشعب

كفالة الشعب

   تمهيد :                                              

مفهوم الشعر:
هو كلام موزون يستخدم الصفات والجماليات لشرح موضوع معين بصورة غير مباشرة عن طريق سرد مجموعة من الألفاظ المرتبة على وزن وقافية معينة ، وينقسم الشعر الىنوعين  :

الشعرالعمودي : وهو شعر كلاسيكي تقليدي يرتكز على نظام الشطرين المتناظرين و المتقايسين .       
الشعر الحر (شعر التفعيلة ) : ويرتكز على نظام السطر الشعري المتفاوت الطول والقصر.
   مفهوم القيم  
هي أحكام عقلية انفعالية توجهنا نحو  رغباتنا واتجاهاتنا يكتسبها ويتعلمها الفرد من المجتمع وتصبح محركا لسلوكه وموجها لعلاقاته   
مفهوم التضامن  :                                   
قيمة أخلاقية وشعور وواجب انساني نبيل لا يمكن ان يؤمن به ويتحلى بخصاله الا من كان له شخصية مفعمة بالإنسانية وبالحس الاجتماعي المرهف وهو علاقة اجتماعية ورباط بين الافراد والمجتمع.
  1 ملاحظة النص :
أ نوعية النص :
قصيدة شعرية عمودية بنظام الشطرين المتناظرين ،للشاعر عبد الواحد أخريف تندرج ضمن مجزوءة القيم .
ب دراسة العنوان :
مركب اسمي قائم على الاضافة يتألف من كلمتين تشير كلمة      " كفالة " الى التعهد بالحماية وضمان الحقوق والكرامة الانسانية " الشعب " بنية متلاحمة من الافراد والمؤسسات خاضعة لعلاقات انسانية و مؤطرة بقوانين ، كما تحكم الشعب بنية ثقافيه مواحدة .
ومنه نستنتج ان العنوان جاء ليبرز حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الشعب المغربي في تضامنه مع اليتامى .
ت فرضية النص : 
انطلاقا من المؤشرات الخارجية للنص نفترض ان الشاعر سيبرز قيمة التضامن واثرها على ضمان الاستمرارية للشعوب.
2 الفهم
أ الوحدات الدلالية :
من ب 1الى ب 6: تحديد الشاعر لسمات الشعب المغربي والمتمثلة في النبل والاحسان والطاعة.
من ب 7الى ب13: دعوة الشاعر الشعب المغربي الى ضرورة التكفل باليتامى ابناء الشهداء لان آبائهم قدموا ارواحهم فداء الوطن . 
ب 14: التضامن قيمة اخلاقية تمنح الشعوب العزة والمجد ضمانا للاستمراريتها.
3 التحليل :
أ الحقول الدلالية :
حقل التضامن : يهزك النبل – الاحسان والكرم – لبى نداه – جد بالذي يرضيك – تضامن الشعب...
حقل الوطن : يا شعب – عاهله – آباؤهم – المغرب الاقصى – صحراؤنا – وحدتنا – الشهداء – اليتامى...
نستنتج ان العلاقة بين الحقلين هي علاقة ترابط وتكامل لان التضامن من قيمة كونية ذات بعد اخلاقي يسمو بالإنسان ، تمدده الاستمرارية.
ب المستوى الفني التصويري
التشبيه : صورة بلاغية تتحدد وظيفتها في توضيح المعنى وتقريب الصورة للمتلقي اضافة الى منح القصيدة بعدا جماليا فنيا وجماليا حيث شبه الشاعر المغرب بالرجل الواحد للدلالة على التلاحم بين افراد الشعب المغربي.
الاستعارة : صورة بلاغية تتحدد وظيفتها في الكشف عن الطاقة الابداعية للشاعر وقدرته على التصوير والجمع بين المتنافرات . كما تبرز سعة خيال الشاعر ( الوظيفة : التزيينية  – الامتاعية – التأتيرية – الاقناعية – التخييلية) .
ت المستوى التركيبي :
الأساليب : زاوج الشاعر بين نزوعين من الأساليب :
الخبرية : وظيفتها الاخبار والاقناع بأهمية التضامن مع أبناء الشهداء.
الإنشائية : ( يا شعب : نداء ) ( هل كان في زحفها ؟ الاستفهام ) ( جد بالذي يرضيك : الامر )  وتعمل على ابراز الطاقة الانفعالية والتعبيرية للشاعر كما تساهم في ضبط العلاقة بين ما هو نفسي وفكري .
طبيعة الجمل :
الجمل الفعلية : ينير درب العلا ، تمنح الجمل الفعلية الدينامية والحركية حيث دعا الشاعر الى ضرورة ترسيخ قيمة التضامن كسلوك وفعل يومي.
الجمل الاسمية : وتمنح القصيدة السكون والثبات حيث عمل الشاعر على وصف الشعب المغربي بهده الصفات كنبل والفداء والتضحية.
البنية الايقاعية : موسيقى القصيدة
الإيقاع الخارجي : وتحدده العناصر الاتية :
الوزن : نظم الشاعر قصيدته على بحر البسيط :
مستفعلن  - فاعلن ×4
يا شعب  هامت    به في مجده الهمم
0////0/ /0 / 0/ /  /  0/ 0 /  / 0/ 0/
مستفعلن  فاعلن   مستفعلن    فعلن
القافية : جاءت القافية موحدة ومطلقة.
الروي : اختار الشاعر حرف الميم وهو حرف يتناسب و موضوع القصيدة.  
الإيقاع الداخلي : ويعتمد على عنصر التكرار : الجناس – التوازي – الجناس  الاشتقاقي.
التكرار : تكرار الحروف : الميم – النون – السين – 
  تكرار الالفاظ : الشعب - النعم...
وظيفة التكرار : 
وظيفة دلالية : تهدف الى ترسيخ قيمة التضامن كسلوك انساني .
وظيفة ايقاعية : ضبط الموسيقى الداخلية للقصيدة وخلق انسجام صوتي وتناغم موسيقي .
4 التركيب والتقويم :
 كفالة الشعب قصيدة شعرية عمودية للشاعر عبد الواحد حاول من خلالها ابراز قيمة التضامن واهميتها في ضمان استقرار وعزة الشعب مبرزا خصائص الشعب المغربي وقدرته على الوفاء والإحسان .
 وللتفصيل في مظاهر التضامن استند الشاعر الى حقلين دلاليين  ( التضامن – الوطن ) ليؤكد من خلالهما ان التضامن سلوك انساني وركيزة أساسية للسلم والتعايش، ولمنح القصيدة بعدا جماليا وظف الشاعر مجموعة من الصور البيانية والبديعية كالتشبيه والاستعارة والطباق والذي عمل على توضيح المعنى والتأكيد عليه كما عزز الشاعر قصيدته بأساليب خبرية وأخرى انشائية، مستعينا بنوعين من الجمل لترسيخ فعل التضامن.
ساهمت مجموعة من العناصر الايقاعية في خلق تناغم وموسيقى كوحدة الوزن و القافية ووحدة الروي إضافة الى التكرار الدي ساهم في تنمية الموسيقى الداخلية للقصيدة.
التضامن قيمة أخلاقية ذات بعد انساني ساهمت في تمتين الروابط الاجتماعية من خلال فعل التآزر والتعاون بين الشعوب والأمم لذلك وجب ترسيخها كسلوك حضاري يومي.

3 تعليقات

إرسال تعليق